لماذا لا يعتذر الرجل ؟







لماذا لا يعتذر الرجل ...؟

من فضلك ارجع(ى) للعنوان مرة أخري ..
و دعنا في البداية نفرق بين الرجل .. ذلك الطيب العادي أو الاستثنائي الذي تحبينه أو تتعايشين معه .. و يحبك أو يتعايش معكي ..
ذلك الذي يرضيك حينا و يغضبك أحيانا .. و حين يكون مخطئ لا يقول كلمة "آسف"
و بين شبه الذكر .. الذي لا يفقه شيئا من كلمة رجل سوي الصوت العالي و الاصرار علي المغالاة في الخطأ و مراقبتك و محاسبتك علي كل كبيرة و صغيرة .. الأناني في طلب الراحة .. و الحريص علي أن يحصل علي التقدير الكافي دون أن يقدم أي منه في المقابل ..

لنعد لموضوعنا إذن ..
 عن اعتذار الرجل ..
كثير من النساء يشتكين دائما من ان الرجل لا يعتذر أبدا ..
الحقيقة أن الرجل يعتذر كثيرا لكننا لا ننتبه ..
عزيزتي .. علامة التعجب التي ارتسمت علي وجهك الآن من جملتي ، دعيني أفك طلاسمها لكِ ..

إن رجلك لن يقول لكِ "آسف" ..
لكنه قد يتجاهل الموضوع برمته و يحاول أن يمزح معكِ ..
و ما ستفعلينه في تلك اللحظة أنك ستتجهمين في وجهه و قد لا تردين حتي بابتسامة تاركة إياه يضحك وحده كالأبله علي مزحته ..
إن ما فعلتيه الآن بالنسبة لكِ هو "رد فعل طبيعي علي تجاهله لمشاعرك الغاضبة أو الحزينة"
و لكن بالنسبة له فتجهمك يحمل معني واحد "أنك لم تقبلي اعتذاره"
فمحاولة مرحة من جانبه لتناسي الموضوع برمته هو طريقته في قول أنا آسف ..

نوع آخر من الرجال .. قد يحاول اقناعك بأنها جريمة غير عمدية :)
نوع من النسيان أو عدم الانتباه ..
برغم يقينك الداخلي أنه لو كان أعطي الأمر بعضا من وقته لكان تذكر أو انتبه..
لكن اصرارك علي ذكر ذلك له .. لن يغير من أقواله شيئا و كل ما سيصل إليه الأمر هو "خناقة" أكبر من اللزوم لأنه سيعتبر أن رد فعلك هو أنك "لم تقبلي اعتذاره" ..

نوع ثالث إذا قررت أن تعاتبيه سيحاول اغلاق الموضوع سريعا سريعا .. و يخبرك أنه سيحاول المرة القادمة ألا يفعل ذلك ..
و بالطبع ذلك سيثير غيظك كثيرا لأنك تشعرين أن تنازلتي عن كرامتك بأن فتحتي الموضوع أولا .. و أردت أن تتحدثي عن مشاعرك و قوبلتي بهذه "القفلة المتينة" ..
لكن ما حدث حقا .. أنه يشعر أنه مخطئ .. و هذا يخل برجولته في نظر نفسه .. فهو يشعر بعدم الارتياح حين تتحدثين في الأمر و يكره كيل الاتهامات لقدرته علي تفهمك و احتواءك ..

عزيزتي ..
هذه الطرق و غيرها كثير تمثل طريقة الرجل في الدفاع عن كبرياؤه بأن يعتذر دون ان ينطق كلمة "آسف" ..
و قد تعتقدين أنها شفرة عجيبة و غريبة و تستنكرين قدرتك علي الالمام بها أو حتي تقبلها ..
لكن دعيني أقول لكِ شيئا بيني و بينك ..
أن قلبك دائما يعرف .. ذلك الترمومتر الحساس داخلك الذي يدرك جيدا أن رجلك يعرف أنه أخطأ .. لا يكذب أبدا ..
فمتي تحرك مؤشر حساسيتك نحو صدقه في الاحساس بالخطأ .. تقبليه ..و لا تنفري من طريقته في الاعتذار ..
تقبليه .. وفري له من المسامحة و الغفران و الصفح ما يكفي لكي يشعر بالأريحية التي تجعله في المرة القادمة لن يخجل أن يبدو أمامك في أضعف حالاته قائلا كلمة بسيطة مثل .. "آسف "
إن الزوجة و الحبيبة لكي تستطيع أن تحيا عليها أن تمتلك ذكاء استثنائي و أمومة فطرية حنونة و كثيييييير من حسن النية في التعامل مع ألاعيب رجلها حين يخطئ ..

أحبيه حقا .. و دلليه كطفلك الأول ..
تعلمي أن تغضي الطرف عن الهفوات و الأخطاء ... تعلمي شفرته الخاصة في الاعتذار لكي تريحي نفسك قبل أن تريحيه هو ..
ستربحينه حتما بتقبلك له و لأخطائه .. إن الرجال ينفرون من المحاسبة .. فكوني له صك العفو الذي يبحث فيه عن أمانه دائما ..

و كلمة أخيرة بيني و بين الرجال .. إن المرأة مهما غضت الطرف و سامحت لا تستطيع أن تبقي الكلمات العارمة داخلها دون أن تطلقها في الفضاء و إلا اختنقت بها و ماتت ..
فتعلموا الصبر قليلا .. و فضيلة الاستماع ..
و اعلموا أن ضمة حنونة .. فيها من التقدير و الاحتواء و التفهم ما يغني عن ألف كلمة "آسف"





الكاتبه || هـنـد حنفى ||

اترك خلفك كل شئ .. و اسمح لخيالك أن يتنفس .. اغلق عينيك .. تجاهل صخب الحياة .. احلم و ابدع و ابتكر .. و عش "هندي" .. من عالم آخر .. أنا هندية .. هند حنفي