ساذجة




كم كنت ساذجة إذ فكرت أنني اخترتك ... أنني بإرادتي أحببتك ...
كم كنت ساذجة إذ اعتقدت أن الحب قرار أو اختيار ..
إن الحب هو الذي يختارنا و لا نختاره ..
إنك الحب الذي ظل يطاردني دون أن أعرف .. فأهرب منه جريا خوفا من المجهول .. حتي تقطعت أنفاسي من لهاث الهرب .. فانهارت قدماي لتلتقطني .. أنت .. بين ذراعيك ..
كم تملصت منك فزعة ...
كم كنت كاذبة في تملصي و قد استعذبت دفء حضنك ..
حملتني إليك ... و قبضت علي بقوة و أمان .. تكون مجنونة الأنثي التي تتركهما ..
صرت لي مأوي و ملاذ ... نسجت لي عشا صغيرا بجانب قلبك ثم أطلقتني ..
تعثرت فأقبلت علي كأنما أنا طفلتك .. و برقة أصابعك فردت جناحي المضمومين و علمتني الطيران ..
أطلقتني .. أطلقت كل جنون و براءة الطفلة ..
كل شغف و وهج الأنثي ..
كل حنان و دفء الأم ..
و كنت كل ليلة أعود لأبيت ليلتي في عشك ..
الذي أصبح عشي ..
أحببتك ..
أحقا أحببتك ..
أكان ذلك حبا .. أم حياة ..
صرت حياتي ..
بكل ما فيها ..
صرت نفسي ...
فلا أعرف لي نفسا و لا تعريفا إلا بك ...
و اليوم حين أتذكر ..
لم أختر أن أحبك ..
أنت قدري ... قدر لا مهرب منه إلا لأقع فيه مجددا ..
اليوم امتلكت نفسي التي لا تتوق إلا لتكمل نقصها فيك ..
اليوم مهما أبعدتني أو بيدك نفضتني عن عشك ..
عدت إليك أمسح جناحي الصغيرين في ذراعك مستسمحة العودة إليك ..
اليوم مهما آلمتني .. أخبئ آلامي في طيات نفسي خوفا من تكتشفها يوما فتجزع لصنيعك ..
اليوم إذا غضبت مني .. لم أملك إلا أن أتسلل حين تنام .. لأطبع قبلة مبللة بدموعي علي خدك ... كأنما حرارتهما تنطق كم أحبك ..
 كم آلمتني ..
اليوم لا أملك إلا أحيا بك ..
أن أبذل نفسي لاسعادك ..
أن أنفق عمري لقاء ابتسامة رضا من شفتيك .. أو ضحكة سعادة ..
لا أملك إلا حين أجد نفسي تشتهي شيئا .. أن أسرقه منها لأهديه لك عن طيب نفس و خاطر ..
لا أملك إلا أن أحياك ..
فالأرض لا تملك إلا أن تعشق ساكنها ..
و الوطن دائما يحتضن أحبابه ..
كم كنت ساذجة إذ اعتقدت أني اخترت يوما أن أحبك ..




الكاتبه || هـنـد حنفى ||

اترك خلفك كل شئ .. و اسمح لخيالك أن يتنفس .. اغلق عينيك .. تجاهل صخب الحياة .. احلم و ابدع و ابتكر .. و عش "هندي" .. من عالم آخر .. أنا هندية .. هند حنفي