ثقافة المسلمات





مبدأن ينغصان عليّ عيشي و أحدهما ينبع من الآخر ..
ثقافة المسلمات و عدم تقبل الآخر ..
إن معظم الناس تتخذ مما تربّت عليه و ترسّخ في وجدانها أمر مسلم به و من يخالفه قد خالف الصواب و الحق و من هنا يبدأ عدم تقبل الآخر ..
فكل من يخالف مسلماتك هو بلا منطق لأن مسلماتك هي المنطق...
 في حين أن المنطق في حد ذاته يفرض عليك أن تبحث في أصل كل شئ و ألا تفترض بادئ ذي بدء أية مسلمات ...
إننا لو قضينا العمر كله نخدم آبائنا و أمهاتنا شكرا لمجهوداتهم الجبارة في تربيتنا و تعليمنا ما كفيناهم حقهم ... و لكن ذلك لا يعني أن كل ما تلقيناه منهم صواب ..
إن أهالينا بشر مثلنا يخطئون أحيانا و يصيبون أحيانا ...
كانوا يوما مثلنا شباب لديهم أفكارهم الخاصة، ثم تزوجوا و أنجبونا، ثم طبقوا علينا تلك الأفكار التي نتجت عن تفكيرهم ..
إذن فالعملية بأكملها تقوم علي التفكير أولا و أخيرا و من غير المعقول أن نعتبر أن نتاج عقل مخلوق ما هو الصواب دون البحث وراءه و النظر في أصله و أن نعتبره أمرا مسلما به لمجرد أن شخصا بعينه فكر فيه ...
أفكرت يوما لو كان أباك رجل آخر أكثر تفتحا أو تشددا و انغلاقا .. كانت أفكارك ستتعدل بالتبعية تبعا لاتجاهه الذي كنت ستتجرعه طيلة سنوات تربيتك ...
حسنا... إذا كانت لا توجد مسلمات .. فلا يمكن أن يسير المنطق بلا نقطة بداية أو خريطة ما تضع لنا اشارات حول الطريق الحق ...
و هنا يأتي وجود الله و حقيقة الموت .. الأمر الوحيد المسلم بوجوده بلا جدال لدي المؤمنين ..
إذن فالمعيار الفاصل و النقطة الفارقة هي ما يريده الله و ما كتبه عليك لأن الله هو الوحيد الكامل بلا خطأ .. المنزه عن العبث .. الحكيم العليم الذي لا يخفي عليه شئ في الأرض و لا في السماء ..
هنا تأتي المشكلة الاكبر .. البحث عما يريده الله ...
فنجد أنفسنا نعود مرة أخري لثقافة مسلمات أشد عنفا و تعنتا في الدين..  ينتج عنه ليس مجرد عدم تقبل للآخر و لكن مهاجمة للآخر و تصفيته معنويا و اتهامه بالبعد عن الله و هو أمر لو كان المهاجِم مؤمن لعلم أنه لا يعلمه إلا الله ...
و من أين يأتي هؤلاء بمسلمات الدين .. ؟
من الشيوخ أو .. المسمون كذلك ..
و من أين أتي هؤلاء الشيوخ بمسلماتهم التي فرضوها علينا ..؟
 من فهمهم للدين ..
مجددا .. نتشرب مسلمات لمجرد أن أمر ما نتج عن تفكير عقولهم في دين واسع... 
المتفق عليه فيه نقطة في بحر المختلف فيه .. 
و الاختلاف رحمة الله في الأرض ..
لا، لن نفتي في الدين من عند أنفسنا .. و لن نتبع عقولنا و فقط لأن الدين لا يؤخذ بالهوي .. علينا أن نتعب و نبحث و نستقصي الحق حتي نجد الرأي الذي يتوافق و فطرتنا .. الذي يتوافق و ظننا بعدل الله و حكمته التي نفتش عنها في كل شئ ...


و لكن أرجوكم لا تفرضوا علينا رأي واحد ضمن عشرات الآراء و تخبرونا أنه الصواب .. ربما يا أخي جانبك الصواب في ترجيح رأي عن رأي ..

قل رأيك و لكن لا تقل إن هذا هو قول الله ..
لازال أمامي الكثير لأتعلمه .. و الأكثر لأفكر فيه ..
و إن كنت تعلمت شيئا حتي الآن .. فهو أن الصدق في البحث عن الله .. هو مفتاح الطريق إلي الله ...

.... تفكروا يا أولي الالباب.





الكاتبه || هـنـد حنفى ||

اترك خلفك كل شئ .. و اسمح لخيالك أن يتنفس .. اغلق عينيك .. تجاهل صخب الحياة .. احلم و ابدع و ابتكر .. و عش "هندي" .. من عالم آخر .. أنا هندية .. هند حنفي