الطريق









إن المعاناة هي نار النفوس الصادقة التي تزيدها عمقا و صفاء و شفافية .. تماما كحبات الرمل التي تذوب في نيران آلامها لتخرج لنا بلورات نقية تبهرنا بروعتها و نقائها ...
إنها طريق التطهر من كل ما يعلق بنفوسنا و يلوث انسانيتنا و يشوب رحمتنا بأنفسنا و بالآخرين ..
برغم كل ما اعتقدته و اعتنقته من مثل و قيم سامية و نبيلة .. حسبتها تلقائية بين البشر و لا خلاف ..
الحق .. الصدق .. العدل .. الرحمة .. الانسانية ..
الآن أُفطم من طفولتي التي كانت تؤمن بذلك ..
الآن .. هذه ليست الحقيقة و لا خلاف ..
الحقيقة ... أن هذه القيم ليست تلقائية ..
ليست بانتظارنا في أول الطريق لكي تأخذ بأيدينا طالما حرصنا علي صحبتها .. و استبقيناها يقظة فينا..
 لكنها تقف بعيدة... بعيدة .. في نهاية الطريق الذي يجعلنا ندرك مع كل خطوة أنه لم يكتب لنا أن نصل إلي نهايته و لكن أن نموت علي الطريق* ...
و جعل الله لها المعاناة ملازمة ...
آلية انتقاء طبيعية لأولئك فقط القادرين علي تحمل مسئولية الحق و الصدق و العدل و الرحمة ..
أولئك الذين سيستطيعون التحمل .. و يواصلون ..
برغم عصف الحيرة .. و زلزلة الشك ..
سعيا لليقين الذي ليس في مثله يقين ...
سيأخذ بايديهم إليه ..
و لذلك جعل الصبر يده التي ليس كمثلها شئ تلطف ضيقهم و تمسح علي صدورهم بالسكينة و الرحمة ...
تطمأنهم و تجزل لهم العطاء ...

"إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب" ...

طوبي لمن صدق منا و صبر
*لم يكتب لنا أن نصل و لكن أن نموت علي الطريق * كلمة د/مصطفي محمود




الكاتبه || هـنـد حنفى ||

اترك خلفك كل شئ .. و اسمح لخيالك أن يتنفس .. اغلق عينيك .. تجاهل صخب الحياة .. احلم و ابدع و ابتكر .. و عش "هندي" .. من عالم آخر .. أنا هندية .. هند حنفي