دور الكلاكس .. في تحقيق الريلاكس





أصبح من المستحيل الآن أن تخاطر بالنزول إلي المعركة اليومية المسماة بالشارع دون أن تصيبك عدوي الكلاكس ...
و هي عدوي مفرطة التأثير .. عدوانية .. عصبية .. تصيب الانسان بإحباط و غضب تجعله بدوره لا يكف عن اطلاق الكلاكس ...
لم يعد صوت تنبيه السيارة المسمي ب (الكلاكس) وسيلة لتنبيه السيارات ..
بل اصبح وسيلة لتنبيه الآخرين لوجودك في هذا العالم .. أقصد الشارع ..
وسيلتك لتنفث عن كبتك .. عن غضبك .. وسيلتك  لتثبت أمام نفسك أنك تسيطر علي مقاليد الأمور .. و انك الاسرع و الأهم ..
وسيلتك لمشاركة كل احباطاتك النفسية و ضغوط الحياة اليومية مع بقية خلق الله ..
الذين بدورهم يستجيبون لعدوي مشاعرك السلبية و يبدأون بدورهم في التنفيث عنها بمجاراتك في اطلاق الكلاكسات .. بصورة مستفزة و مثيرة للاعصاب .. و اعلي و أكثر تسرعا .. حتي تجن انت ايضا و تخرج عن ثباتك الانفعالي و تشتمهم بالكلاكس ..
فيردون بشتائم اقبح في صورة كلاكسات أكثر طولا و غلظة و إثارة للانفعال ...
و وسط هذا الهرجان من المشاعر السلبية ..
يبدأ ذلك السائر علي قدميه في فقد أعصابه كلاكس وراء الآخر ..
فتتحول شبه الابتسامة - إن وجدت- إلي وجه صامت جامد .. ثم انعقاد في الحاجبين .. و تكشيرة في الجبين .. ثم استخدام للصوت البشري العادي في الصراخ بطريقة اقرب للكلاكس ...
و هكذا نظل ندور في دائرة لا تنتهي من تفريغ الانفعالات عن طريق الكلاكس بحقن الآخرين بشحناتك السلبية  .. حتي تنتهي منها تماما فتعود شخص هادئ و ريلاكس ...
و لكن في الواقع .. ذلك لا يحدث ابدا !!!
 لأن مشاعرك السلبية التي تحاول التخلص منها (يا ناصح) .. تعود إليك أطنانا من كلاكسات الآخرين .. و استفزازهم و احباطاتهم و ضغوطهم .. !

إن النزول إلي الشارع في اي وقت اصبح لعنة حقيقية عليك أن تتجنبها قدر المستطاع حتي لا تصاب بعدوي الكلاكس ..

و النصيحة الأخيرة التي يمكنني ان أعطيك إياها .. ضع أعصابك في ثلاجة علي درجة 100 تحت الصفر حتي تتجاوز بسلام محنة الكلاكس .. و يمكن ..
يمكن .. قد .. يعني
تصل إلي حالة الريلاكس ...




الكاتبه || هـنـد حنفى ||

اترك خلفك كل شئ .. و اسمح لخيالك أن يتنفس .. اغلق عينيك .. تجاهل صخب الحياة .. احلم و ابدع و ابتكر .. و عش "هندي" .. من عالم آخر .. أنا هندية .. هند حنفي