احتضنها .. و بكي







"احتضنها .. و بكي"

كالأطفال انقبع في ركن الغرفة منطويا علي ذاته ...

رأسه مختبئة بين رجليه بعنيان مبللتان تماما علي شفا الغرق ..

علي شفا الغرق في أحزانه .. في حيرته .. في مصيره ..

احتضنها ..

احتضنها ..

احتضنها طويلا طويلا كأنما نام عاما كاملا بين ذراعيها ..

تلك الدقيقة التي احتوته فيها بعطرها و أنوثتها و دفئها .. كانت عمرا

عمرا مديدا من السعادة و الشغف و الحب و .. عمرا من الحياة في كينونتها ..

مازال حتي هذه اللحظة في حضنها لم يغادره ..

لعله انقبع في هذا الركن خوفا من مجري الحياة أن يشده و يجذبه إلي الدوامة التي تبتلع كل شئ .. و تغير معالم اللحظات القيّمة ...

ليته يستطيع تجميد هذه الذكري و هذا الاحساس ليظل باقيا علي الدوام ..

ليس من حقنا ..

همست بها في أذنه في حزن كبير كبير كبير ..

انهارت دفاعاته أمام حزنها ..

و غرق في ألمه ..

قبلها بلحظات .. علي أعتاب أنفاسها بكي قلبه ..

تحجرت الدموع في عينيه و فاضت أنهار الشجن داخله ..

لم تملك إلا أن تحتضنه ..

قوة هائلة دفعتها إلي ذلك بإرادة مسلوبة ..

سلبها حزنه العميق الدفين ..

يا طهري و ملاكي كيف يكون حضنك ذنبا ..

كيف يقف مجتمع ضخم قاسي عريض ما بين صدري و احتواءك ..

لو كنت أملك أن أهرب بك إلي حيث لا يعرفنا أحد لكنا ببساطة أصبحنا معا ..

لببساطة كنتي أصبحتي زوجتي ..

ليس الله ما يقف بيننا يا حبيبتي ..

إنه المجتمع ..




الكاتبه || هـنـد حنفى ||

اترك خلفك كل شئ .. و اسمح لخيالك أن يتنفس .. اغلق عينيك .. تجاهل صخب الحياة .. احلم و ابدع و ابتكر .. و عش "هندي" .. من عالم آخر .. أنا هندية .. هند حنفي