قصة شعر








عينان محمرتان من قلة النوم و شعر "منكوش" انعكس في مرآة الحمام ..
تنهيدة عميقة ثم بيد كسولة مرت علي شعرها في محاولة بائسة لتسويته ...
5 ساعات هو كل ما طالته من النوم .. و عليها أن تسرع لتوقظ زوجها ليذهب إلي عمله ..
شدت قامتها كعسكري جيش .. بدأت استعداداتها اليومية ..
حمام سريع .. بدت بعده أحسن حالا بكثير بعدما عقصت شعرها المبلول للأعلي بطريقة جذابة و بدا وجهها اقل إرهاقا ...
عادت إلي الحجرة بخفة و أيقظته بهزة خفيفة من يدها .. قبلة معتادة علي خده ..
رفض كسول من جانبه .. ينتهي باستسلامه و فتحها للستائر ..
نفس التحية الصباحية .. و الطقوس المعتادة حول المائدة الصغيرة المعدة للافطار .. و تركيزه القليل ما بينها و بين قهوته و جريدته ..
هنيهة و اتخذ طريقه للخارج ..
ظلت جالسة مكانها .. و لم تقم لحمل الأطباق للمطبخ كالمعتاد ..
ملت و كلت من "المعتاد" ..
ما الذي أصابهما .. ما سبب الملل و الفتور الذي طغي فجأة علي كل شئ..
فكرت قليلا .. ربما هي السبب .. ربما يجدر بها أن تبتكر قليلا في الحياة ..
اغتمت قليلا .. ثم بعد تفكير عادت اشراقة الابتسامة إليها ..
قامت من مكانها و دخلت حجرة النوم و فردت شعرها أمام المرآة ..
سأقصه ..
سأقصه .. لقد اتخذت القرار ..
سأغير شكلي ربما يجذب ذلك انتباهه و يعيد إلينا بعض الحيوية المفقودة ..
ارتدت ملابسها و قبل أن تنزل ابتسمت قائلة ..
الوداع يا شعري الطويل ..
وصلت الكوافير بعد حوالي نصف الساعة ..
كان مزدحما علي آخره ..
ابتسامة معتذرة من البنت الواقفة تغسل رأس احداهن ..
فأشارت .. أن لا بأس سأنتظر ..
أحضروا لها بعض المياه الساخنة التي دست فيها يديها و قدميها ..
الوقت يمر ببطء قاتل و رائحة السشوار الساخن في المكان خانقة ..
ظلت تتسلي بمراقبة البنات .. و سماع أحاديثهن ..
و هي تفكر في زوجها العزيز .. مبتسمة في خاطرها ..
"كله لاجل خاطرك يا جميل .."
و أخييييرا .. جاء دورها بعد انتظار يقارب الساعتين ..
جلست تحت يد الكوافيرة و رأت شعرها الاسود الجميل يتساقط علي الجانبين ثم أخيرا رفعت رأسها للمرآة ..
جميلة ..
ابتسمت .. الحمد لله
مررت يدها بين خصلاته .. قصة شعر جميلة .. لا شك سيحبها ..
شعرت بالسعادة و هي تتخيل رأيه و اعجابه بشكلها ...
تحملت سخونة السشوار برغم حساسية جلدها الرقيق ..
نظرت في ساعتها .. تأخرت كثيرا .. لابد و أن تعود للبيت ..
انتهت من تصفيف شعرها و تناولت حقيبتها و انطلقت ..
عادت إلي المنزل باحساس جميل بأنوثتها و جمالها ..
ابتسامة حلوة لم تفارق ملامحها .. حتي سمعت تكة المفتاح في الباب ..
مسحت الابتسامة سريعا  في انتظار لردة فعله ..
ألقي عليها التحية و هو في طريقه إلي حجرة النوم ..
ذهبت وراءه .. و وقفت علي باب الحجرة  ..
نظر إليها متعبا و هو يتناول البيجامة من علي السرير .. و يتكلم في موضوع ما ..
معقولة لم يلحظ قصة شعرها الجديدة !
شعرت أنها تكاد تلوح له بخصلاته .. يكمل كلام في غير انتباه ..
ثم يتوقف لحظة و ينظر إليها ..
يشرق قلبها .. أخيرا
"شكلك متغير"
احباط خفيف يسري بباطنها ..
" مم آه .. قصيت شعري "
"كويس .. التغيير حلو"
فعلا!! لم تنطق بحرف .. لكن كل ما فيها عبّر عن كلمة واحدة .. فعلا !
لم يلحظ ردة فعلها و اتجه للحمام .. بينما ظلت هي واقفة مكانها ..
شعرت علي نحو عجيب أن تود لو عادت للكوافير لتلملم بقايا شعرها المقصوص ..
و تضمه إليها .. و تبكي
علي قصة شعرها ...




الكاتبه || هـنـد حنفى ||

اترك خلفك كل شئ .. و اسمح لخيالك أن يتنفس .. اغلق عينيك .. تجاهل صخب الحياة .. احلم و ابدع و ابتكر .. و عش "هندي" .. من عالم آخر .. أنا هندية .. هند حنفي