من حقي أعمل أي حاجة حرام






من حقي أعمل أى حاجة حرام ..
من حقي الشخصي أنه طالما كان هذا الحرام لا يشكل أى اعتداء عليك و لا يتعدى علي نفسك و جسمك و حريتك .. أن تتركني و شأني !
من حقي أن تحترم رغبتي أن أرتكب أى محرم .. طالما لم أتعد حدود دائرتي الخاصة ..
هذا هو الحق الأساسي الذي أعطاه الله لكل انسان مكلف .. و لذلك جعل النار المسئولية المقابلة له ..
من حقي إذا شئتُ أن أتحمل دخول النار ..
لك أن تهتم لأمري و تنصحني .. و تقف عند هذا الحد ..
ليس لك أن تقتحمني و تفرض علي دخول الجنة .. التي بأية حال لن أدخلها برقابتك علي ..
إن سياسة فرض الدين و الوصاية .. بدعوي الحرص علي الناس من النار ..
إنما هي أكبر مفسدة تواجه الايمان ..
الايمان الحق يعني أمرا واحدا ..
أن من حقي أن أرتكب أي محرم ..
لكني لن أرتكبه ...
عن ارادة حرة و اختيار ..
لأن ببساطة .. مانعي ليس رقابتك الشكلية و وصايتك المزيفة ..
و لكن مانعي هو أن "الله أكبر" في نفسي من كل المحرمات ..
ألم تكن احدي حجج الكافرين يوما أنهم قالوا ..
"وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم"* (يقصدون أصنامهم)
لكن الله لم يمنعهم عن عبادة الأصنام ..
لأن الله أعطاهم حق الكفر ..
و أعطاهم العقل و القلب و البصيرة و الفطرة .. ليختاروا .. و ليستحقوا في الحياة الآخرة جزاء اختياراتهم في الدنيا ..
ليستحقوا الخلد في النار جزاء حريتهم التي استخدموها في الكفر ..
أو يستحقوا الجنة جزاء طاعتهم و حبهم لله و تركهم لما سواه الذي كان باستطاعتهم اتيانه بمنتهي الحرية ...
ألم يكن الله بقادر علي أن يجعلنا جميعا طائعين .. خاشعين .. نسمع و نطيع و لا نعترض ..
ألم يكن الله بقادر علي أن يفرض علينا بإرادته التي تعلو علي كل إرادة أن نصلي و نصوم رغما عنا ..
لكن الله لم يفعل ذلك .. لأن مناط الايمان الحقيقي هو حرية الاختيار ..
حرية اختيار كل ما هو خاطئ و دنئ و حرام ..
كل ما هو شهواني و مظلم و حقير ...
و حرية أن تلقي كل ذلك خلف ظهرك ..
أن تسمو بإنسانيتك ...
أن تخرج من ظلمة نفسك إلي نور الفطرة السليمة ..
إلي نور الحق و العدل ..
و وحده كل الحق و العدل ...
ارفعوا أيديكم الملوثة بوصايتكم السوداء عنا ..
و دعونا نتنفس حق الايمان ..
و نعيش أحراراً ..

*آية 20 من سورة الزخرف




الكاتبه || هـنـد حنفى ||

اترك خلفك كل شئ .. و اسمح لخيالك أن يتنفس .. اغلق عينيك .. تجاهل صخب الحياة .. احلم و ابدع و ابتكر .. و عش "هندي" .. من عالم آخر .. أنا هندية .. هند حنفي