سأعود إليك






أمسكت كتابا أدري أنه لامس راحتيك ..
التقط بعضا من عطرك ..
و آنست ورقاته .. أنفاسك..
أقرب كلماته مني و أبقيها علي اختلاط بأنفاسي ..
و بقايا أنفاسك ..
أقلب صفحاته بدفء أناملي ..
و أتمني داخلي ..
لو كنت لحظة قرأته تفكرت بأناملي ..
و باحتياجك لدفئي ..
أنفصل عن العالم حولي ..
و أنغمس فيك ..
في الكتاب .. أقصد ..
في كل كلمة أعرف أنها تصفني و تصفك ..
تصف كل ما لم يحدث بيننا ..
و نرجوه ..
كل رجفة شوق ..
و اندفاعة عشق ..
و لذة لقاء ..
تحيا في كلمات هي أقرب ما تكون .. للحياة ..
أتوقف عند كل فاصلة و نقطة أعلم أن عينيك مرت بهما ..
ما أجمل عينيك ..
ما أعمق عينيك ..
أستعيد قراءة المقاطع التي أحببتها ..
أعلم أنك أحببتها من فرط وصفها لجنونك .. و عشقك .. و احتياجك ..
و اجتياحك ...
أغمض عيني عند كل حنو جارف .. مكتسح ..
 من حضن .. أحسبه ليس إلا حضنك ..
ثم أخبئ وجهي كالبطلة التي أحسبها ليست سوي أنا ..
في صدرك ..
كل الأبطال أنت ..
و كل أنثي تحتل البطل .. و تسكنه ..
 هي أنا .
كل القصص قصتنا ..
 ....
نفس عميق داخلي ..
أسيطر به قليلا .. فقط قليلا ..
علي احتلالك ..
أكاد أثني طرف الورقة عند الصفحة التي توقفت فيها ..
فأذكر كم تكره ذلك ..
فأعدل و ألتقط ورقة أطويها داخله ..
أطويها علي مشاعري ..
و أنا أعلم ..
أنك ستحب أني تذكرتك ..
و تجنبت ما تكره ..
أغلق الكتاب ببطء ..
و كأنني أسحب يدي من يدك علي استحياء ..
فأشعر بك .. 
بالكتاب..
 يمتعض حزنا لابتعادي ..
فأعود أمسح علي ظهره بحنان ..
سأعود إليك ..




الكاتبه || هـنـد حنفى ||

اترك خلفك كل شئ .. و اسمح لخيالك أن يتنفس .. اغلق عينيك .. تجاهل صخب الحياة .. احلم و ابدع و ابتكر .. و عش "هندي" .. من عالم آخر .. أنا هندية .. هند حنفي